كما أنه للإيمان شعبا أعلاها لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، فإنه في مغربنا يوجد للشرك شعبا أدناها شكيكو و أعلاها طلبو التسليم ! و بينهما، تجد ما شاء الله لك أن كان تجد من العبارات و الطقوس و العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، و لكن المجتمع في عمومه لا يدرك مدى خطورتها على عقيدته و صحة إسلامه.
و لعلكم تستوعبون درجة الخطورة إذا قلت أن المجتمع بأسره يطوف حول الشرك ... الشرك؟ لا تنتفضوا و لا تجزعوا فلست هنا لأخرج أحدا من الملة ..فلست ممن يتّهمون أويكفرون.. إلا أن المجتمع يطوف حول الشرك و لو كان طوافا يختلف عن بعضه البعض !
فهناك من يطوف في الأدوار السفلى فيقصد السحّارين و الدّجالين جهارا ، يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم .. يقصدون المواسم و الأضرحة و يذبحون الذبائح فلا يذكرون اسم الله عليها ..
و منهم من يطوف في الأدوار العليا فيخشعون لله قانتين و يشدون الرحال إلى جوامع غير بيت الله الحرام و يذكرون الله كثيرا .. و لكن هذه الكثرة ليست مفتوحة هكذا كما جعلها الله مفتوحة في العديد من آياته، فالشيخ هو الذي يحدد لمُريده عدد التّسبيحات و التّكبيرات والتّهليلات..فإن زاد على تعليماته شيئا توقع أن يحدث له حادث بالسيارة أو يفقد قريبا عزيزا.. و إن نقص فاخش عليه من الجنون !
و بين الأدوار العليا و الأدوار السفلى .. يوجد من يلعبون في الدرج .. يمرحون و يضحكون و يتأرجحون هناك.. ربما صعدوا إلى الدور العلوي و ربما نزلوا إلى الآخر السفلي .. و كثيرا ما يقولون عبارات لها مدلولات خطيرة جليلة ..إلاأنهم لا يعرفون .. إذ ليسوا إلا يمزحون !
و ليس حديثي هنا مع تلك العجوز السبعينية التي أدمنت المواسم و الأضرحة تطلب التسليم هنا و ترتجي الشفاء هناك .. تحدثها بأن هذا حرام.. تحاول إقناعها بشتى الطرق و لكن تصرفاتها تخبرك بأنها من الصعب أن تقتنع
كما أن حديثي ليس موجهاً إلى ذلك الرجل الكبير الفاهم العالم المثقف، الذي اختار طريق التصوف و اقتنع بكثير من البدع.. يدافع عنها بالمنطق و العقل و الأدلة و كثير من الجدال..
و لكن حديثي معكم أنتم.. يا من تلعبون في الدرج!
يا من ربما استجبتم لأول وصفة مشعوذ تعرض عليكم.. و يا من لا تجدون بأسا في حضور أمسية "الحضرة" تقرباً إلى الله
حديثي معك أيتها الطالبة المحترمة التي تعقد طرف وزرتها كي يتغيب الأستاذ.. و معك أيها الطالب الواعي الذي امتنع عن الخروج من البيت لأن المجلة أخبرته بأن برج الدلو سيصادف مشاكل خطيرة هذه الليلة
يا من تلمسين الخشب عند الخطب.. و تقولين شكيكو
و يا من تغمض عينيك و تهز رأسك طربا و أنت تغني: "عبد القادر يا بو علم داق الحال عليا".. دون أن تدرك أنك تستنجد بغير الله!
إلى شبابنا المثقف! .. دعوة للتوقف مع كل هذه التصرفات بحرص أكبر.. بوعي.. بفهم.. و مسؤولية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق