عندما تسقط فتجزم ألاّ نهوض، وتنزل لدرجة يصعب معها الصعود، فلا تجد لنفسك عزما، و لا قوة و لا فهما،، هنا.. تقرر ألاّ تعود، و توقن بانتهاكك للعهود، فتولي الأدبار تاركا، النور إذ أصبح خافتا، فتدفن قلبك الذي مات، و تشتغل أنت بالتفاهات، و لكن القلب المدفون تحرك، فنفض عنه التراب و استدرك، فبرز سر واحد جبار، ينقذ القلوب قبل أن تنهار ..انه الإصرار. إصرار رغم الخطأ و الزلة، إصرار رغم الهوان و الذلة! إصرار حتى الوصول، إصرار حتى القبول..

الخميس، 19 فبراير 2009

الكتابة..

.
.
الكتابةُ عُرْيٌ..
تعاليتَ فاصهَلْ على صهوةِ الريحِ
يا عارياً كالحقيقةِ
كالروحِ، واصعَدْ الى المستحيلْ.
تعاليتَ...
هذا العراءُ مَداكَ
تعاليتَ.. فاركض هناكَ
صهيلاً يُدَوِّي.. يقولُ.. يقولْ:
"أنا الآخرونْ
وهُمْ لو يشاؤونَ مثلي
وهُم لو يشاؤونَ أغنيةٌ لا تَبيدْ".

���

والكتابة حلمٌ..
أريدُ.. أريدُ.. أريدْ
شظايايَ..
كلَّ شظايايَ..
أعجنها مثلما شئتُ..
أنثرُها مثلما شئتُ..
أصنع من رغوة الحلم
وجهي الذي أرتضيه ولا يتغير..
وجهي الوحيد

���

والكتابة موت سعيدْ
ولكنني لا أقول وداعا..
أقول: تجيء الصواعقُ
مهما تجيءُ..
وتركض فيك الحرائقُ..
مهما تضيءُ..
وأعلنُ: "سوف أعود"..
وسوف أعود.

���

والكتابةُ عمرٌ
يموتُ المغني، ويبقى النشيدْ
وتولدُ أزمنةٌ للجنونِ وأزمنةٌ للتمنّي
ويبقى النشيدْ
فما ضرَّ إنْ خانتِ الكلماتُ
وإنْ داهمَتْكَ الحياةُ
وما ضرّ إنْ......
إنني
أبدأُ الآنَ
عمري الجديدْ .

الشاعر الفلسطيني مصطفى مراد

ليست هناك تعليقات: