اليوم عيد الاستقلال. احتفل به جوجل و لم يأبه
به المواطن المغربي ، لأنه ببساطة صادف عطلة نهاية الأسبوع فلم يغنم منه بتلك الإجازة
الرسمية التي وحدها تجعله يعبر عن فرحته بهذه المناسبة المجيدة التي تخلد ذكرى خروج
المستعمر من الأراضي المغربية .
حسب تفسيري، هذه اللامبالاة راجعة لكون هذه
الذكرى في جوهرها لا تخلِّد استقلال من المستعمِر و لكنها تخلد في الحقيقة
الاستقلال من الوطن ! كيف ذلك؟؟
على
الأقل في فترة الاستعمار كان المواطن يدرك عدوه الحقيقي، هذا الذي يحمل في وجهه
السلاح و يرغب في استنزاف خيراته و طاقاته، فيمارس ضده كافة أنواع المقاومة .. بينما
اليوم أصبح نفسه - العدو- الحبيب و القدوة و المثال، في قالب استعمار ناعم يسلب الهوية
و يكرس التبعية المطلقة في كافة المجالات دون
اطلاق رصاصة واحدة.
فعندما نجد المفكر المغربي مهدي المنجرة يصرح
قائلا أن : أن تاريخ المغرب مرتبط بالاستعمار، وماضيه
ليس بأيدي أبنائه، والتأريخ له هو مخزني بامتياز، أما حاضر المغرب فهو بيد غير
المغاربة ولا يتحكمون فيه، أما مستقبل المغرب فهو محدد من طرف الغير وفي إرشادات
وتوصيات تبلور خارج المغرب ومن طرف غير المغاربة
فإننا نشعر بحنين صادق لزمن الاستعمار، حيث
اتقن رجالاته فن المقاومة ، فنجد عبد الكريم الخطابي واحدا من هؤلاء يقول : السلاح
الحقيقي لا يُستورد من هنا أو هناك، ولكن من هنا (يشير إلى العقل) ومن هنا (يشير
إلى القلب) !
أعتقد أن عيد الاستقلال هذا مناسبة جيدة
لنتفكر في كم أننا مستعمرين .
في
كم أننا نتطلع إلى ذالك الذي اغتصب أراضينا و قتل أجدادنا في كثير من الاعجاب
في
كم أنه –في المقابل- يستصغرنا و ينظر لنا
باحتقار..
في كم أننا مهما حاولنا أن نصنع لنا مجدا
يشبهه فلن نكون لا نحن نحن و لا نحن هو
سنكون فقط شعبا
يستهلك منتجات لا ينتجها و يلوك لسانا لا يشبهه و لا يحتفل بأعياده الوطنية !