الموجود ثمة أصلا ! بهذه العبارة يقوم جاك لاكان بتعريف الواقع، وهو بذلك يقصد التحقق الملموس للأشياء والظواهر. و إذا ما اعتبرنا أن الواقع يدور حول ثلاث دوائر تشمل الأشياء ثم الأشخاص فالأفكار ، فإني من خلال هذه الدوائر الثلاث أرغب في تحديد مكونات الواقع
إذ أن الواقع يتكون من ثلاث عناصر أساسية:
أعتقد أن هذه الثلاث المكونات الأساسية تنقسم بدورها إلى مكونات صغيرة و كبيرة حسب الدوائر الثلاث التي سبق وأشرت إليها،
فالإنسان في حد ذاته لديه حاجيات بشرية غريزية بيولوجية هذه الحاجية أعتبرها تدخل في إطار المكونات الصغيرة لواقع الإنسان ورغم أنها قد تكون من العوامل مهمة في تحديد المتغيرات الواقعية إلا أنها تظل ليست مركزية ، وكمثال على ذلك نستطيع أننقول أن "بالخبز يحيى الإنسان ولكن ليس من أجل الخبز يحيى !"
فالإنسان في حد ذاته لديه حاجيات بشرية غريزية بيولوجية هذه الحاجية أعتبرها تدخل في إطار المكونات الصغيرة لواقع الإنسان ورغم أنها قد تكون من العوامل مهمة في تحديد المتغيرات الواقعية إلا أنها تظل ليست مركزية ، وكمثال على ذلك نستطيع أننقول أن "بالخبز يحيى الإنسان ولكن ليس من أجل الخبز يحيى !"
وهنا تبرز في المقابل المكونات الكبيرة في واقع الإنسان والتي يمكن اختصارها في عالم الأفكار و الشعور، هذا العالم الذي يشمل كل المبادئ و القيم والأخلاق و الفن الذي يتمتع به الواقع الإنساني و يشكل الرافد الأساس في تميز هذا الواقع عن غيره
أما بالنسبة للظروف الزمانية، فإن تعاقب الليل والنهار، وتغير الفصول من خريف وشتاء و ربيع وصيف.. كل هذه تعتبر مكونات صغيرة لهذه الجزئية من الواقع ، بينما المكونات الكبيرة، هي التغيرات الزمانية التي ترتبط بالتغيرات التاريخية، ويمكن أن نستشهد هنا بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لاتكرهوا أولادكم على أخلاقكم، فإنم خلقوا لزمان غيرزمانكم"
و إذا أخذنا العنصر الثالث والأخير من مكونات الواقع، فإننا نجد أن الظروف المكانية أيضا تنقسم إلى مكونات صغيرة،وهي الموضع الذي يكون فيه الإنسان ويتنقل فيه ويمارس فيه واقعه، بينما المكونات الكبيرة هي تلك التي يكون لها بعد أشمل في تركيب الواقع كالتغيرات الجغرافية والمناخية..
و في النهاية أحب أن ألخص ما سبق في الخطاطة التالية: