عندما تسقط فتجزم ألاّ نهوض، وتنزل لدرجة يصعب معها الصعود، فلا تجد لنفسك عزما، و لا قوة و لا فهما،، هنا.. تقرر ألاّ تعود، و توقن بانتهاكك للعهود، فتولي الأدبار تاركا، النور إذ أصبح خافتا، فتدفن قلبك الذي مات، و تشتغل أنت بالتفاهات، و لكن القلب المدفون تحرك، فنفض عنه التراب و استدرك، فبرز سر واحد جبار، ينقذ القلوب قبل أن تنهار ..انه الإصرار. إصرار رغم الخطأ و الزلة، إصرار رغم الهوان و الذلة! إصرار حتى الوصول، إصرار حتى القبول..

الخميس، 31 مارس 2011

مغربية.. أمثل نفسي فقط !


لم أشعر في فترة من حياتي بهذه الرغبة التي تنتابني اليوم، في أن أحمل تراب الوطن بين كفي، أتنفسه، أقبله، و أعيده كرّة أخرى إلى الأرض، مشتهية في ذات الآن فسيلة أغرسها، و أحنو عليها إلى أن تكبر..


إنها مناسبات قليلة.. تلك التي نستحضر فيها نشوة الانتماء فرحا، و كثيرة الأخر التي تمر، يكون الانتماء فيها حاضرا و لكن حزنا و كمدا على هذا المـنـتـمى إليه..


الوطن الذي لا يسكنك لن تسكنه. و لذلك،  أغلب المواطنين هجروا الوطن في دواخلهم حين خذلهم ، فكان الخيط الرفيع الذي يفصل بين" هاد المغريب ما بقا فيه ما يدار" و بين "المغرب أجمل بلد في العالم"، هو نفس الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحلم و الحقيقة ، بين الوطن الذي يسكننا و لا نسكنه، و الوطن الذي نسكنه و لا يسكننا..


مغربية أجل، هنا  ولدت و لعبت و كبرت و أكلت و شربت و درست.. و هنا أعيش حياة آمنة مستقرة لا يعكر صفوها سوى..هذا الوطن الذي يسكنني !ا


فالوطن الذي أسكنه، فيه منازل جميلة، و أسواق بها كل الخيرات، مدارس لا تمشي إليها على الأقدام مسافة جبل و هضبة و تل ، مصحات لا تحتاج فيها إلى شهادة الضعف كي تكون مواطنا يستحق العلاج المجاني حتى و لو بعد حين، وطن فيه –لحسن الحظ أم لسوئه- أشخاص يقدمون لك العون في كل ما لا يتيسر من أمورك الإدارية، حقوقك الوطنية  لأنها في الغالب لا تتيسر إلا عن طريقهم.


لكن الوطن الذي يسكنني فيه صفيح و عراء، فيه جوع و قمامة، فيه مغرب غير نافع لا يعرف الماء و لا الكهرباء و لا المستشفى و لا المدرسة، و فيه شباب يملك قدرات تؤهله كي يكون في مختبرات علمية..و لا يملك الفرصة حتى ليكون بائعا متجولا في الشوارع الرسمية، فيه فتيات يبعن شرفا من أجل لقمة، و فيه سجون تخفي ألما لا نستطيع حتى سماع رواية فصل من فصوله.. هذا الوطن الذي يسكنني فيه كفاءات نسمع عنها من خارجه، بينما يعتبره العالم وطنا من الدرجة الثالثة.


و لهذا صرخ أناس من أجل الوطن الذي يسكنهم،
و آخرون أيضا صرخوا..من أجل الوطن الذي يسكنونه


قالوا في الأولى : أيا سرّاقا لأحلامنا كفى، أطبقنا صمتا امتهنتم خلاله أكل لحومنا حتى اعتقدنا أن لحومنا حلال أكلها ، و هو  كذلك في شريعتكم، اتركوا الحلم فينا يكبر، و اتركوا الوطن الذي يسكننا نسكنه و نقطع الخيط الرفيع الذي كرستموه جدارا.. !!ا


فقال الآخرون: أصمتوا أيا عقّـاق الوطن، تهزون استقرار الآمنين ، و تتطاولون على أسيادكم الناعمين، و لا تعرفون أن ما بنا من شقاء إنما هو الفدا..فلزموا الفدا كما كنتم صمتا و لا تعكروا صفوا الشعب الطّاعـِم الكاسي من أجل قلة لم تغير ما بأنفسها كي يغير الله حالها يوما


بين الصرختين ، أطبقت مصغية..
فلم أشعر في فترة من حياتي بهذه الرغبة التي تنتابني اليوم، في أن أحمل تراب الوطن بين كفي، أتنفسه، أقبله، و أعيده كرّة أخرى إلى الأرض، مشتهية في ذات الآن فسيلة أغرسها، و أحنو عليها إلى أن تكبر..


السبت، 12 مارس 2011

صباح جــيل لم يعد نــكِرة !





صباح صرخة تعلن مولدك، صباح ثورة تدون اسمك تاريخاً و تتمرد على أن تبقى نكـِرة
صباح جيل طال أمد تعريفه -بــالإضافة- إلى أجداده العظماء
صباح هذا الــجيل معرف بالـ قمرية.. بعد أن اكتمل قمره في ليلة سوداء مظلمة..فجأة

صباح الشابي يصرخ من أسفل السطر في تلاوة صبي لم يفقه معنى شعره الذي استظهره يوما عن ظهر قلب في صفوف المدرسة
صباح الصبي يباغت وزارة التربية و التعليم حين صدح بشعر الشابي في شارع الحبيب بورقيبة

صباح القرضاوي عالِمًا، يثبث مرة أخرى للعالـَم أنه عالـِم
صباح تميم يقول : يا مصر هانت و بانت كلها كم يوم، فيمضي كم يوم..
فيسقط تامر و مبارك..و حسني الذي بينهما

صباح عمر المختار يؤكد انه لم يوكل شركة إعلانات لتجهز له حملة دعائية ضخمة
صباح صور عمر المختار تملىء أركان الوطن وجدران الفيسبوك.. و ننتصر أو نموت ترددها الألسنة
صباح بنغازي تمزق الكتاب الأخضر و تغسل وجهها بدماء شهداء الزاوية


صباح صفحة Arabs Got talent
تجاوزت 400 ألف
صباح صفحة وائل غنيم
تجاوزت المليون


صباح عزمي بشارة يعلن عن بشارة .. تتخطى حدود الخبر العاجل المدون أحمرًا أسفل الشاشة

صباح الزنداني يعطي ظهره لبلاطٍ ليس منه، و ينزل متحدثا في الجماهير المعتصمة

صباح سلمان العودة يتبـُت..فيثبِـت للعالم أن الحياة.. كــلمــة

صباح أردوغان رئيسا واعضا يقول لمبارك : كلنا فانون
صباح فريد الأنصاري يروي لي سر بكاء فتح الله كولن و قبسا من الرسائل النورية

صباح نوارة نجم تعجبني ! هي و إلى خليفوها

صباح عمرو خالد يــصنــع الحيـاة، دون أن يحتاج إلى وصاية من أمن الدولة

صباح طارق السويدان يصنع فكرا لا تطاله الأفهام القاصرة

صباح علماء آخرين يعتكفون ..خوفا من الفتنة

صباح الشهداء يبتسمون كما قرأنا عنهم أنهم كانوا يبتسمون !

صباح الأعين المفقوءة و الأعضاء المبتورة تعري عاهات الأرواح و الإعاقات النفسية

صباح أوباما يعترف -مرغما- أن أبناء دولته اللقيطة، يجب أن يتعلموا من أحفاد عمرو بن العاص
صباح بان كيمون يجسد دور بوكيمون في رسوم غير متحركة، و يسقط القناع عن حقوق الإنسان المكذوبة


صباح معبر رفح، يرفع ناظريه إلى غزة.. و يقطع عليها وعداً

صباح السواعد القوية تنتزع الحق و لا تتسوله
صباح النفوس الأبية تمشي نحو الغد و لا تنتظره




صباحك أيها المغرب مشرق

صباح شبابك مفعم بالشباب.. يتحدث عن الكرامة و الحرية
صباح شبابك يحبــكـ..صباح الفيسبوك ضج بمناقشات عنك
صباح شبابك لا يريد موازين، و يريــد مناقشة الدستور
صباح شبابك يتحدث عن التعليم و الصحة و القضاء و يريد محاربة الفساد
صباح الانتماء إليك..صباح المستقبل الآتي


صباح جيلٍ لم يعد نكرة..

الثلاثاء، 1 مارس 2011

أيتها الشقراء الآتية من هناك..






امتزجت دقات قلبي بدقات كعبكِ العالي..
امتزجت أنفاسي بعطرك الباريسي..
امتزج طعم الماء في حلقي بعربون ود آتيك به آخر الشهر..
امتزج نور المصابيح .. شاشة التلفاز ..شاشة الحاسوب.. أنين الثلاجة بقربان أفديك به..
ثم إنه، قد استبدت بي أناقة الطايور الفاخر..الذي ترتدين.


فيوليا !


أيتها الشقراء.. الآتية من هناك
من مكان لا يبعد كثيرا لشدة ما نتودد إليه
كأنه لا يفصلنا عنه بحر..ولا بر.. لا جبال شواهق
مثل ما يفعلون هناك نفعل.. في حمقهم فقط
أما عين عقلهم فنحن عنه أرذلون !


ارتشفت مخارج حروفك في حليب نيسلي و كؤوس دانون
و في المدرسةـ علمني –بنو قومي- أن أكتبها
تماما كما تفعلين
و كبرت، و ركبت الحافلة مع الناس الطيبين
نهمس جميعا آن الانتظار..
هناك.. خلف البحر و البر و الجبال الشواهق
حافلات تنتظرهم و لا ينتظرون
هناك .. عند ركوبهم يتنعمون
فنرتشف المزيد من مخارج حروفك
ننمق بها حديثنا كي يبدو جميلا مثلك..فيوليا



و اليوم..
بعد أن مضى زماان على مجيئك
و قد قدمتِ حاملة إلينا بشائر العهد الجديد
و » خارطة الطريق « ، و وصاية بضبط النفس ( من كلا الطرفين)ا،
اليوم و أنت هنا..فيوليا
لازلنا ننتظر الحافلة كما كنا من قبل
و أكثر

اليوم..و قد صارت شوارع مدينة الرباط
تجترع حماقة قـرنِك الماضي..اسمها التراموي
لازلنا نهتف: فيوليا أتت تحمل الحضارة و بشائر العهد الجديد


فيوليا غيرت الأرقام..فقط و لم تغير الانتظار الطويل
و لازالـتْ تحفر تحت القدس أنفاقا..بينما اكتفت بتضييق شوارعك يا ربـــاط !
:((((