عندما تسقط فتجزم ألاّ نهوض، وتنزل لدرجة يصعب معها الصعود، فلا تجد لنفسك عزما، و لا قوة و لا فهما،، هنا.. تقرر ألاّ تعود، و توقن بانتهاكك للعهود، فتولي الأدبار تاركا، النور إذ أصبح خافتا، فتدفن قلبك الذي مات، و تشتغل أنت بالتفاهات، و لكن القلب المدفون تحرك، فنفض عنه التراب و استدرك، فبرز سر واحد جبار، ينقذ القلوب قبل أن تنهار ..انه الإصرار. إصرار رغم الخطأ و الزلة، إصرار رغم الهوان و الذلة! إصرار حتى الوصول، إصرار حتى القبول..

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

لبيك اللهم لبيك ..




تُغرد الأرواح اليوم مناجية، منادية بالتلبية. قلوب حملت معها أجسادها إلى هناك. و قلوب رحلت وحدها ملبية، قاصدة إياك، و إن كانت الأجساد هنا تعاني كبد الشوق و اللهفة.
لبيك و اليوم الجمعة، نفتتح الفرحة بفرحة، نقرأ سورة الكهف، كأفضل ما نقرؤها في العام كله، و نصلي الجمعة، كأفضل ما نصليها في العام كله، و نسمع الخطبة، فيذكرنا الإمام أن الأيام العشر، كأفضل ما يكون العمل الصالح في العام كله.
لبيك، و الشعث الغبر أقبلوا على الكعبة، فازدحمت أصوات التوسل و امتلأت بالرهبة.
لبيك و حرمة دم المسلم أغلى من حرمة الكعبة. فتوجهت قلوبنا لدماء تسيل في الشام مرة و اليمن مرة.
لبيك و الثورة تشترط علي إن اتبعتها، أن لا أسألها عن شيء حتى تحدث لي منه ذكرا، لبيك، و هاهي اليوم تنبئني بتأويل ما لم استطع عليه صبرا.
أما ليبيا فإن شعبها أنقى و أرقى، فزاد نقاءً و ترقّى، وأما القذافي فقد تجبر و طغى، فنال جزاء أوفى. و أما تونس الخضرا، فلم تضِع ثورتها، و ما فوز النهضة إلا بشرى. أما مصر، فكفاها بصفقة الأحرار فخرا، و لتكونن أرض الكنانة أعز و أهدى..

لبيك اللهم لبيك، نجدد الطهر في قلوبنا. لبيك، نوجه قصدها إليك، نتوسل إليك، أن تعز أمتنا بنا، و أن تجعل لشهدائنا الجنة داراً و مأوى..