عندما تسقط فتجزم ألاّ نهوض، وتنزل لدرجة يصعب معها الصعود، فلا تجد لنفسك عزما، و لا قوة و لا فهما،، هنا.. تقرر ألاّ تعود، و توقن بانتهاكك للعهود، فتولي الأدبار تاركا، النور إذ أصبح خافتا، فتدفن قلبك الذي مات، و تشتغل أنت بالتفاهات، و لكن القلب المدفون تحرك، فنفض عنه التراب و استدرك، فبرز سر واحد جبار، ينقذ القلوب قبل أن تنهار ..انه الإصرار. إصرار رغم الخطأ و الزلة، إصرار رغم الهوان و الذلة! إصرار حتى الوصول، إصرار حتى القبول..

السبت، 27 ديسمبر 2008

أوَ تزني الحُرًّة ..؟؟!



أوَ تزني الحُرَّة..؟؟

عندما أتخيل المجتمع الجاهلي و ما كان يموج فيه من فسوق و انحلال..

عندما أتخيل ذلك المجتمع الذي كان يعيش في عالم أقرب ما يكون للبهيمية منه للإنسانية..أكل و شرب و سكر و ثأر.. وأد للبنات.. و ربا في المعاملات و عبادة أصنام !

عندما أتخيل هذا المجتمع الذي عاشت فيه هند بنت عتبة بكل فسوقه الذي يعتريه و ظلامه الذي يكتسيه .. هند التي و حتى بعد اتصال الأرض بالسماء..و خروج هذا المجتمع الجاهلي من عالمه المحسوس إلى عالم الرقي و العزة و الكرامة.. ظلت تحارب الرسول صلى الله عليه و سلم عشرين سنة قبل أن يشرح الله صدرها للإسلام ! هند التي حرضت على قتل أسد الإسلام..هند التي ملِئ قلبها كرها و حقدا لدرجة رغبت معها بأكل كبد سيدنا حمزة رضي الله عنه!

هند هاته التي ربيت في هذا المستنقع ..فما كان لها من الحظ أن تفتح عينيها على الدنيا فتجد الإسلام كما وجدناه .. فتحت عينها على الدنيا و الدنيا مظلمة إذ لم يتنزل بعد نور الله.. لا وحي ولا قرآن و لا بعثة ..

هند هاته استوقفتني كثيرا و هي النّاشئة في كل هذه البراثين ..

استوقفتني عندما منًََََ الله عليها بمبايعة رسول الله ..

استوقفتني كثيرا عندما طلب صلى الله عليه و سلم من النساء ضمن ما طلب منهن أن يبايعنه عليه.. ألا يزنين !

استوقفتني و هي تقف باستنكار و احتجاج لتقول له: يا رسول الله..أوَ تزني الحرة؟ !!

لم تتقبل هند فكرة الزِّنا و هي التي عاشت في مجتمع جاهلي !

لم تتقبل هند فكرة الزِّنا و هي التي لم تذق بعد حلاوة العيش في كنف الإسلام.. !

لم تتقبل هند فكرة الزِّنا دون أن تحتاج لمعرفة أنه كبيرة من الكبائر.. عقابه شديد ووزره عديد !

حرّة هي ! حرّة هي.. بفطرتها المطمورة في عمقها و في عمق كل بني البشر.. الفطرة التي خلق الله الناس جميعا عليها و جعل دينه يحابيها و يزكيها

بعد كل هذا الذي استوقفني..

سألت نفسي..لماذا إذن البنات المسلمين )و هنّ بنات المسلمين( يقبلن على أنفسهن ما لم تقبل على نفسها امرأة غادرت للتو عالمها الجاهلي ؟ !!

ليتك يا هند تنظرين إلى حالنا اليوم من زنا و مقدماته..

فلربما لم تستنكري على رسول الله بندا من بنود بيعته !

ليست هناك تعليقات: