عندما تسقط فتجزم ألاّ نهوض، وتنزل لدرجة يصعب معها الصعود، فلا تجد لنفسك عزما، و لا قوة و لا فهما،، هنا.. تقرر ألاّ تعود، و توقن بانتهاكك للعهود، فتولي الأدبار تاركا، النور إذ أصبح خافتا، فتدفن قلبك الذي مات، و تشتغل أنت بالتفاهات، و لكن القلب المدفون تحرك، فنفض عنه التراب و استدرك، فبرز سر واحد جبار، ينقذ القلوب قبل أن تنهار ..انه الإصرار. إصرار رغم الخطأ و الزلة، إصرار رغم الهوان و الذلة! إصرار حتى الوصول، إصرار حتى القبول..

الثلاثاء، 10 مارس 2009

للالتحاق.. بصفوف الدراسة


بما أني لا أنتمي إلى عالم السياسة فألتزم باختيار المفردات التي تتماشى و ما يسمونه " دبلوماسية"
و بما أني أيضا لا أنتمي إلى عالم الصحافة لأكون مطالبة بضبط النفس و كبت مشاعري (الخاصة) حفاظاً على برستيج
" الحياد "
و بما أني لست خبيرا عسكريا لأتناول التحليلات الإستراتيجية و المخططات الحربية
و بما أني لست عالما من أئمة هذه الأمة.. فلن أصدر هنا بياناً أفتي فيه بالكفر لأحد أو الردّة.



أنا في موقعي هذا.. فقط مواطنة.
مواطنة.. أقرب ما أكون إلى تلك الأمٍ التي تصرخ من هول فقد أبناءها الأربعة..

أو إلى ذاك الأب الذي يهرع حاملا بين ذراعيه رضيعاً اخترقت صدره الرصاصة..

أو تلك الطفلة التي بترت ساقيها..

و لكنها لزالت تمسح على رأس شقيقها الذي ملئت عيناه بالفسفور الأبيض فعفي بذلك من رؤية أشلاء أعمامه و نسائهم .. و خالاته و أولادهن ..
إلا ابن عمه أحمد الذي يوجد في العناية المركزة !


الفرق الوحيد بيني و بين هؤلاء أن دورهم قد حان ..في حين أنّي لا ادري .. على أي مستوى أقف من طابور الأهداف "الاسرائيليكية" .. و متى عليّ الدّور سيكون؟ غزّة .. بعدها سيناء أم الجولان؟ ..
و هل لأن الرباط بعيد جغرافيا لا أتوقع أني سأكون ضمن الأهداف القريبة ؟
أم أن هذا الذي يقصف غزّة لا يلتفت إلى هذا البعد الجغرافي بقدر ما يدرك أنّي مواطنة.. مواطنة في هذا الوطن الكبير الذي يتجنب الكثيرون بنعته ( أُمّـــــة) خوفا من أنها.. لم تعد موجودة !


لكنها – الأمة- موجودة تماما..
مثل غزة تماما
أصابها ركام كبير .


غزّة أصابها ركام من هول سقوط العمران .. و الأمة أصابها ركام من هول سقوط الإنسان
غزة قصفت بالنيران.. و الأمة قصفت بالإعلام.. بالأفكار.. في الهويّة !


و بما أني تجردت من كل المعوقات أعلاه ، و صرحت بأني مجرد مواطنة.. أشعر بخفّة في أصابعي و هي تُحدث لوحة المفاتيح.. تحدّثها بالنصر.. على طريقتي ، بل على طريقة الأساتذة الكرام، الأفاضل ، الأعزاء : أطفال غزّة !


بالمناسبة، هم، عادوا إلى مدارسهم .. رغم أن مقاعد الشهداء بقيت خاوية..
إلاّ أن رحم غزّة سينجب و لن ترهبه البندقية.
عادوا إلى مدارسهم.. رغم أن مدارسهم لم تعد موجودة..
إلاّ أنهم هم.. موجودون .

و هم يشكلون في ذواتهم مدارس.. أعتقد أننا في حاجة إلى التسجيل بها جميعا ، و الالتحاق بصفوفها للدراسة.. لعلنا نعيد بناء ركام الإنسان
(الأمــة) قبل أن نعيد بناء ركام العمران (غزة)



أستاذي الكريم، الطفل الغزّاوي،
تحية تقدير و احترام لشخصكم الكريم و بعد،
أقدم لسيادتكم بهذا الطلب –الذي أرجو من الله تعالى أن أكون أهلا لطلبه- و هو طلب التسجيل بمؤسستكم الموقرة ، تخصص هندسة معمارية لركام الأمة الإسلامية، شعبة الإرادة ، مع العلم بأني لم أتلقى في يوم من الأيام مادة الصمود، و سأكون في حاجة ماسة لدروس الدعم في مادة قوة الإيمان
أتمنى من الله سبحانه أن يلقى طلبي هذا قبولا من سيادتكم
حفظكم الله.

هناك تعليق واحد:

abou9othoum يقول...

و أنا كذلك منّي لك تحية
أبو قثم