عندما تسقط فتجزم ألاّ نهوض، وتنزل لدرجة يصعب معها الصعود، فلا تجد لنفسك عزما، و لا قوة و لا فهما،، هنا.. تقرر ألاّ تعود، و توقن بانتهاكك للعهود، فتولي الأدبار تاركا، النور إذ أصبح خافتا، فتدفن قلبك الذي مات، و تشتغل أنت بالتفاهات، و لكن القلب المدفون تحرك، فنفض عنه التراب و استدرك، فبرز سر واحد جبار، ينقذ القلوب قبل أن تنهار ..انه الإصرار. إصرار رغم الخطأ و الزلة، إصرار رغم الهوان و الذلة! إصرار حتى الوصول، إصرار حتى القبول..

الأربعاء، 7 يناير 2009

قطرة..قطرة، يحمل الواد

قبل بدء العدوان الأخير على غزة، كنّا في حوار حكت لنا فيه أحد الصويحبات قصة يهودي جاءه متسول مسلم يطلب صدقة..فأعطاه درهم، بعد ذلك بمدة وجيزة جاءه متسول آخر.. و لكن كان يهوديا هذه المرّة ، فزجره قائلا : سير تخدم على راسك !

في هذه القصة.. ربما يستحوذ على أغلب من قرأها تعليق: " شوف ليهود ولاد الحرام "!! .. فيستغرق العقل في التأمل/ التعجب /الانبهار من موقف اليهودي.. إدراكه لأهمية العمل.. نصيحته لابن جلدته و عدم ارتضاء التسول له !

لكني داخل هذا المشهد وجدت نفسي و قد نسيت البطل.. استغرقت أفكر في صاحب الدور الهامشي: متسول مسلم

أخذ الدرهم و انصرف... و هكذا هو منذ حين من الدهر، يأخذ الدرهم و ينصرف لينام / ليأكل/ ليلهو/ ليتسول من جديد

و اليهودي لازال يزجر صاحبه كي يعمل و لا يجد ضيرا من إغداق مزيد من الدراهم على "متسول مسلم" !

قصة صغيرة، تجسد الواقع الكبير/ المرير ، فقط لنعلم أن مثل هذه المشاهد المتعثرة هي التي تصنع فلمًا تقصف فيه الحمم من الطائرات..و أن مثل هذه المواقف الفردية المتناثرة هي التي تصنع الموقف الجماعي الحاسم

وبما أن الأجداد قالوا ذات يوم : قطرة .. قطرة يحمل الواد، بدأت أعتقد يقينا أن حياة كل فرد هي عبارة عن مشاهد/مواقف تشكل في مجموعها قطرات..نأمل في أن يحمل بها الواد يوما!

ليست هناك تعليقات: